مرحبا بك يا أخي العزيز و يا أختي العزيزة في موقعي الجديد Egyfitness.net . أسمح لي أولا أن أعرفك بنفسي . أنا محمد أبراهيم قاعود مدرب و أخصائي تغذية معتمد من ISSA و المؤسسة الأسترالية للفتنس. أعمل أستشاري تغذية و تدريب و تسويق للعديد من المدربين و الصالات الرياضية في الوطن العربي و العالم.
قصتي مثل قصتك … في الثانوية العامة المصرية كنت أذاكر 15 ساعة يوميا . و كنت أعاني من التوتر و الضغط العصبي الكبير . و هذا جعلني التهم كميات كبيرة من الطعام و الحلويات لتخفيف هذا التوتر. و أحيانا بسبب الملل. زاد وزني بشكل كبير و تراكمت الدهون في كل جسدي. كان مظهري في غاية السوء و كانت ثقتي في نفسي في الحضيض.
و عندما أنتهت المرحلة الثانوية , بدأت التفكير جديا في خسارة هذا الوزن الزائد قبل الألتحاق بالجامعة . حيث أني كنت مقبل على حياة أجتماعية جديدة و كان عندي رغبة شديدة في الظهور بمظهر جيد في الملابس أمام أصدقائي الجدد , و خاصة الجنس الآخر.
و هذا دفعني الى زيارة ما يسمى ب”طبيب التخسيس”. و من هنا بدأت المأساة التي أهدرت سنوات طويلة من شبابي…
أطباء التخسيس كانوا يعطوني ورقة دايت.مطبوعة و جاهزة يعطوها لأي شخص يدخل عيادتهم. سواء كان رجل أو أمرأة. شاب أو طفل أو مسن. بني أدم أو قطة.
كان الدايت شديد الفقر في السعرات الحرارية و في كل العناصر الغذائية. كل شئ ممنوع , معظم انواع الكاربوهيدرات و الدهون و حتى الفاكهة محرمة.
كنت أخسر وزني بالفعل على هذا الرجيم القاسي. مثلما يفقد أي شخص وزنه على هذا الرجيم. و لكن جسمي كان يزداد ترهلا و ضعفا. كان يقل محيط كتفي و رقبتي و يصبح وجهي ضعيف و شاحب و يتقصف شعري. فبدلا من أحصل على جسم رشيق و قوي أفتخر به , كان اصدقائي يسألونني أن كنت مصابا بمرض !
كان يبدو شكلي جيدا في الملابس (نوعا ما) . و لكني كنت أتقزز من مظهري أمام المرأة بدون ملابس. بالرغم من خسارة وزني , ظلت ثقتي في نفسي مهزوزة كما هي. كنت أنسان ضعيف و مجهد و شارد الذهن.
هذا لأني أكتشفت فيما بعد , ان نصف الوزن الذي خسرته من كتلتي العضلية. و هذا يؤدي الى ترهل و ضعف الجسم . بالأضافة الى أنهيار معدلات الأيض الغذائي (معدلات الحرق) . فالعضلات أنسجة نشطة تستهلك السعرات الحرارية على مدار اليوم . و عندما تخسر كتلتك العضلية , يقل معدل أيضك الغذائي بصورة كبيرة , مما يؤدي الى ثبات وزنك و أكتساب كل الوزن الذي فقدته مرة أخرى , و أكثر.
و هذا ما كان يحدث لي بالفعل. دخلت دوامة مقيتة من خسارة الوزن و أكتسابه. كلما كنت أخسر وزني كان الجوع و الأجهاد يشتد علي , و أرجع مرة أخرى إلى التهام الطعام بشراهة. أنتهت أيام الكلية و أنا أكثر سمنة عما بدأتها. كان ثقتي في نفسي صفر , و أنا مقبل على مرحلة الزواج.
هناك مقولة شهيرة لأينشتين :
و انا بالفعل جربت كل شئ . جربت جميع أنواع الأدوية و أحزمة و شورتات التخسيس و بدلة الساونا و أرتداء كيس القمامة في الجيم. جربت جميع أنواع الرجيمات. رجيم الفواكه و الماء و الزبادي و أتكنز و الكيميائي و جميع أنواع الخلطات و جميع أنواع الأيروبكس و التمارين.
أي نجاح حققته , كان على المدى القصير فقط . و كنت سرعان ما اكتسب الوزن الذي فقدته مرة أخرى. لم أكن أفقه شئ في التغذية و التدريب. و لكني كنت أعلم مقولة أينشتين جيدا . و أنه على حق .. أنه من الجنون تجربة نفس الأشياء الفاشلة عدة مرات و توقع نتيجة مختلفة كل مرة.
و من هنا أتجهت الى المقالات و المواقع الأجنبية الخاصة بالتغذية و التخسيس. تعلمت شئ هام جدا عندما كنت أبحث عن أفضل التمارين للتخسيس. تعلمت أن تمارين الحديد و أكتساب الكتلة العضلية هي أقوى طريقة للتخسيس. و بعدها تعلمت ان العضلات تحتاج تغذية سليمة للنمو.. و هذه بعض الأشياء التي تعلمتها على مدار السنوات الماضية :
1 – الرجيمات القاسية تعمل على المدى القصير فقط . للحصول على نتائج دائمة , يجب تغيير عاداتك الغذائية و السير على أسلوب حياة جديد. فكرة الرجيم 0n-off لا تنجح ابدا. أي دايت صعب الألتزام به لن ينجح معك. حتى لو كان أفضل دايت في العالم.
2 – تناول الدهون لا يزيد الوزن . بل أن الدهون المشبعة و غير المشبعة ضرورية لأنتاج الهرمونات في الجسم. الكاربوهيدرات أيضا لا تزيد وزنك. بل أنها تمدك بالطاقة في الجيم و النشاط في حياتك اليومية . ما يزيد الوزن هو أستهلاكك لسعرات حرارية أعلى مما يحتاج جسمك..فقط لا غير.
3 – تناول الطعام قبل النوم لا يسبب زيادة الوزن . شرب المياة قبل و أثناء و بعد الطعام لا يسبب الكرش , على العكس فهو يساعد على التخسيس و زيادة الشبع.
4 – يمكنك تناول أي شئ يعجبك في الدايت , طالما كان نظامك الغذائي متوازن و غالبيته من الطعام الصحي و في حدود السعرات المطلوب منك تناولها لكي تخسر وزنك. وضع قوائم بالممنوعات و المسموحات في الرجيم يؤدي الى خلق علاقة نفسية سيئة مع الطعام و الخروج المتكرر عن الدايت.
5 – الأسراف في الكارديو يؤدي الى خسارة العضلات و تحطيم المفاصل و نتائج سلبية على المدى البعيد . الكارديو أداة جيدة لحرق الدهون و لتقوية القلب.. و لكن بحساب و تعقل.
6 – المكملات الغذائية كل دورها هو أكمال الناقص في نظامك الغذائي. ليس لها تأثير سحري أو أي فائدة أذا كان نظامك متوازن و غني بكل العناصر الضرورية. نعم أنا اتناول المكملات الغذائية , و لكن لتعويض النقص فقط في نظامي الغذائي.
قرأت مئات الكتب و التحقت بالعديد من الكورسات و حصلت على عدة شهادات في التدريب و التغذية في آخر 10 سنوات. و كتبت أكثر من 150 مقالة في آخر سنتين تتصدر نتائج البحث في الجوجل , بسبب جودة محتواها. و نقلت علمي و خبرتي في تدريبي للأفراد من جميع أنحاء العالم .